بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملئ السموات، وملئ الأرض، وملئ ما بينهما، وملئ ما شاء ربنا من شيء بعد .. أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا له عبد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى آله، وصحابته ومن دعى بدعوته، واستن بسنته، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أيها الأحبة الكرام، نحن لا نناقش الله في حكمه أبدًا، ولا يمكن أن يناقش عبد ربه في حكمه إلا كفرًا، وإنما نحن نتدبر الآيات، ونفهمها كما أمرنا ربنا عز وجل، والفارق كبير هو أن من يتدبر هو إنسان يقدم الإيمان أولا والإذعان، ويعلم أن ما يقوله الله حق، وأن القرآن كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه كتاب مطهر مبرأ وأنه الخير للبشر، وأنه كتالوج البشر .. {الرَّحْمَنُ{1} عَلَّمَ الْقُرْآنَ{2} خَلَقَ الْإِنسَانَ{3} عَلَّمَهُ الْبَيَانَ{4}} وأن هذا القرآن الكريم إنما هو إنقاذ للبشرية، وأن الذي شرعه هو وحده الذي يعلم، { أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} من الذي يعلمهم؟ أأنت أعلم أم الله؟ نحن نوقن بذلك ونسلم، ثم نتدارس؛ لنستمتع، ولنتدبر، ولنفهم، ولنتعظ .. أما الذين يقولون لله لن نطبق أمرك إلا بعد أن نفهم، فهؤلاء حتى ولو طبقوا كفار، وحتى ولو فهموا كفار؛ لأنهم عبدوا عقولهم لا ربهم، عبدوا اقتناعهم لا ربهم .. بينما المسلم يعبد الله بأن يسلم، اقتنعت ما اقتنعتش أنا مُسلم، ولكني أفهم بعد ذلك من أجل أن أتعايش مع الشرع وأفهمه.. هذا ديننا، من أراد أن يؤمن فليؤمن، ومن أراد أن يكفر فليكفر، {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}(الكهف: من الآية29) .. ليس الكفر هو عدم العلم بالله، إنما الكفر قد يكون علمًا ورفضًا، زي إبليس يعلم ربه علم اليقين، يقول له: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (صّ:82).. بعزتك لأغوينهم، تجعل عزة الله مقابلها أنك تغوي عباد الله، طيب تقول لهم: بعزتك أدلهم على هذه العزة!.. إذن نحن نسلم لله رب العالمين. الآيات التي سأطرحها عليكم اليوم أيها الإخوة الحقيقة تناولها صعب، صعب نفسيًا، وليس علميًا؛ لأنها تتعلق بتعدد الزوجات، وتعدد الزوجات قضية تؤذي مشاعر نصف الخلق، النساء، وتؤذي مع المرأة أحيانا أباها وأخاها وأمها، فهي قضية تثير مشكلة، وفي نفس الوقت يلتقطها أعداء الإسلام ليغزلوا حولها وينسجوا، لكني لا أتناولها كما قلت .. أنا لا أتناول الشبهات، أنا أتناول ما يقع في سمع المسلم من آيات، فتأتي امرأة تقول: يعني معلش القرآن واضح جدًا وضوح الشمس في رابعة النهار، وأنتم يا مشايخ بتقولوا كلام أنا شايفه أنه .. طيب فهمونا القرآن معناه إيه؟ القرآن يقول: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} (النساء: من الآية3) فمن لا يستطع فواحدة، اللي مش ها يقدر يعدل ويقيم العدل بين النساء يتزوج واحدة وخلاص، ثم يأتي في نفس السورة، دي في أول سورة النساء، وفي نفس السورة يقول: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}(النساء: من الآية129)، طيب هو بقول فمن لا يستطيع أن يقيم العدل والقسط والمساواة بين النساء فليكتفي بزوجة واحدة، وهنا يقول إنك لن تستطيع العدل بين النساء مهما كنت حريصا عليه، خلاص يبقى الحكم واضح جدًا، مادام لن تستطيعوا أن تعدلوا ولن تستطيعوا فيبقى الحكم واضح جدا يبقى واحدة .. ألف مبروك.. بيخلصوا هم الأحكام الشرعية من عند نفسهم. والحقيقة أيها الإخوة أن هذا غير صحيح، وكما قلت لكم أنما نحن نحرر الحكم الشرعي كما أراده الله، مش كما يريده رجل أو كما تريده امرأة، الحقيقة أن هذه الآية من سورة النساء التي تقول: {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ} جاءت في سياق مهم جدًا، سياق الرجل الذي يكون متزوجًا باثنتين مثلا ويحب واحدة منهما، ويميل إليها ميلا شديدا، ويتجه إليها اتجاها شديدا فيظل يميل إليها، ويتجه إليها حتى يشعر بنشوز أو إعراض عن الأخرى تماما، فنزلت الآية لتدافع عن المرأة المهملة، المرأة التي يتم إهمالها، وليس إعطاء مكنة للرجل، بل دفاع عن المرأة التي تهمل، فقال تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (النساء:128) ثم قال للرجال {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ [فلم يعقب على ذلك بقول فلا تعددوا، وإنما قال] فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ}(النساء: من الآية129) فما معنى ذلك؟ الفكرة أيها الإخوة أن العدل له مجالان لا مجال واحد، المجال الأول العدل المادي، العدل في الإنفاق، العدل في أوقات بيروح هنا سبت، هنا حد، اثنين، ثلاثاء، أربع، خميس .. يوم الجمعة الأولى هنا، والثانية هنا .. وكما يفسح دي يفسح دي، يؤكل دي يؤكل دي، يكسو دي، ويكسو دي، يروح لأسرة أم دي وأبوها، يروح لأسرة أم دي وأبوها وهكذا .. إنما هناك العدل الآخر وهو العدل القلبي .. في امرأة أدخل عندها فتكون لطيفة مبتسمة، فيه زوجة بتجهز لزوجها حكايات وروايات لكي تأسر لبه وتجعله مرتاحا إلى الجلسة معها، وزوجة تعد لزوجها مشاكل وخناقات، تقول له: أنت شفت اللي حصل النهاردة، أنت لازم تشوفلك صرفة في الشئ الفلاني، فهو يعدل بينهما.. لكنه يأنس بجلسة هذه أكثر، لكنه يحب .. حتى وإن كان مكرًا أو دهاءًا أو يحبها مال إليها، فالإسلام فرض على الرجل وهذا حقيقة شيء مهم جدًا فرض عليه العدل في الأمور التي يملكها حتى في الجماع فرض عليه يعني قد لا يكون الجماع ليس بالتساوي تماما، ولكن بشرط ألا يقصد أن يوفر نفسه من امرأة لامرأة أخرى، وإنما في الأمور القلبية لا يستطيعها. لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما لا املك" .. طيب، بس الستات زعلانين، شوفوا يا إخوانا، قضية الغيرة هذه قضية بشرية، ولو تريدون أن أضرب لكم عشرة أمثلة، يعني مثلا لو فيه أسرة رزقت بطفل ابنهم الأول البكري، يهتمون به ويطعمونه ويكسونه وفرحانين به ويلاعبوه وو ... ثم حملت الأم ورزقت بطفل ثاني، تجد الطفل الأول يغار غيرة شديدة من أخوه، يقول: لا أنا هاموته، أنا هاخد منه، هات كذا يضربه، وممكن يزقه من السرير ليسقطه على الأرض، وأظن أن الناس كلها تعلم هذا، أن الطفل الأول يغار من الثاني، فهل معنى ذلك أن نحرم الطفل الثاني، بل في المكتب الموظف الأول الذي ظل موف تحت يديه 10 أو 15 سنة ثم نمى العمل فأتيت بموظف آخر، الموظف الأول يغير من الثاني، تشوفه كده تقول: ده والله خطة كويس، ده كويس أنه عمل الشيء الفلاني، فتلاقيه يغار منه.. بل لو أن هناك رئيس جمهرية عين نائب رئيس جمهورية، وأظن دي وقائع مشهورة ومعروفة والناس فاهماها كويس ما فيش داعي للأسماء، نائب رئيس جمهورية منفرد، ثم مرة أخرى أصدر قرارا بتعيين نائب ثاني لرئيس الجمهورية وأصبح فيه نائب ونائب ثاني، فتجد أن النائب الأول يتمزق غيظًا من النائب الثاني، معنى ذلك أن أحرم في المكتب أن أعين موظف ثاني، وفي رئاسة الجمهورية أعين نائب ثاني لرئيس الجمهورية وما أخلفش ولد تاني، بل يا شيخ أحيانا والد الزوجة يغير من أبو الزوج أو العكس، أو أم الزوجة تغير من أم الزوج، تقول لك: أول يوم رمضان فطار عندنا، بس الجماعة التانين عازمنا، طيب إيه السبب أنكم تروحوا هناك الأول وما تجوش هنا الأول، فهذه مسائل موجودة، فهل نقتل أبو الزوج وأبو الزوجة، نقتل العيال، نقتل نواب رئيس الجمهورية، نقتل الموظفين، الغيرة كل ما في الأمر أن الشخص الذي يسبق إلى مكان عايز يحتل المكان ده ومش عايز غيره جانبه، سنة بشرية .. ولذلك أنا دائما أقول أن تعدد الزوجات ليس قضية بين رجل وامرأة، دي قضية نسائية نسائية، دي قضية عند المرأة ونفسها، والمرأة هذه كياننا المسلم، ازاي؟ المرأة لما مثلا في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كان التعداد أن الرجل الواحد يقابله ست نساء، فلو أن كل امرأة تزوجت رجلا وخلاص، أصبح عندي خمس نساء عوانس. لذلك أنت لما تأتي على امرأة وتقول لها أنت بتكبري وسنك بقى 20، 25، 35، 40، 45، 50، 55، 60، 75، 80 وأنت وحدك، هل تفضلين أن تكوني زوجة ثانية ولا تكوني عانس، معظم النساء بنسبة تزيد على 95% تفضل عمليا تفضل أن تكون زوجة ثانية على أن تكون عانس، فإذا كانت المرأة نفسها هي التي تطلب تعدد الزوجات، فأصبح بين المرأة الثانية والمرأة الأولى قضية أعدد أو لا أعدد، إنما الرجل ما عندوش مشكلة، هو في كل وقت معه امرأة، لكن أنت عندك في حالة عدم التعدد امرأة ليس عندها رجل، فأصبح الرجل في حالة عدم التعدد رجل عنده امرأة على كل حال، والمرأة امرأة ليس عندها رجل، أصبحت مشكلة. ولذلك في بعض بلاد الخليج نشأت جمعيات نسائية تضغط على النساء تقول لها: حرام عليك أن تبقي في المجتمع هذه النسبة من العنوسة والضياع وو أقبلي أن يكون هناك زوجة ثانية، ومن عجيب الأمر يا إخوة وأرجوكم أن تعرفوا هذا الكلام جيدا، وتحفظوه أنا عايز أعالج النفوس لتعلم الحقائق لا يوجد مجتمع بشري على ظهر الأرض لا من حيث مكانًا في أي مكان شرق أو غرب ولا زمانا من ساعة ما ربنا خلق الأرض، وحتى الآن لا يوجد مجتمع بشري، شيء غير موجود، ليس فيه تعدد نساء للرجل، لا يوجد، بس الفرق في الحلال، يعني أوروبا مليئة بالزنا، أمريكا مليئة بالزنا، أفريقيا مليئة بالزنا، آسيا مليئة بالزنا، فظيع، لا يوجد مجتمع واحد ليس فيه ذلك، كل ما في الأمر أن الإسلام حوله لشيء منضبط لا عربدة، مش واحد يقول لك: أنا مش عارف كم واحدة يمكن 60 أو 70 وعندي أبناء في كل أنحاء العالم أظن ده شخص معروف، هذا الشخص الذي أتكلم عنه شخص معروف وجاء في بعض الأحاديث، وقال يعني ممكن يكون عندي 50 أو 60 ابن ما أعرفش، هذه عربدة .. فالإسلام لما وجد هذه الحالة، ورأى أن الرجل كان يتزوج بالمئات قصر هذا الأمر.. إذًن أنا عندي البشر كما قلت لكم ألا يعلم من خلق، هم البشر المخلوقين مخلوقين بهذه الصورة، لا يوجد مجتمع لا تعدد للنساء فيه إطلاقا، لا يوجد بتتكلموا عن وهم، عن شيء لا وجود له، ومع ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- بقي متزوجًا من زوجة واحدة فقط طوال شرخ شبابه، من ساعة ما تزوج وهو شاب صغير في العشرينيات لسه حتى كلفته النبوة، كلفه الإسلام أن يتزوج بعد سن 53 سنة أن يتزوج بأخريات بأهداف تتعلق بالرسالة، إنما فضل حوالي 25 سنة ربع قرن من الزمان اللي في العشرينات والثلاثينات، والأربعينات، والخمسينيات محتفظ بزوجة واحدة فقط ومكتفيا بها، والأصل أن العاطفة تتوجه إلى زوجة واحدة، وترتبط بزوجة واحدة، وتأنس بها، والله تعالى: يقول خلق لكم من أنفسك أزواجا، ويأنس إليها، هناك حديث صحيح يقول: "إن خير المسلمين سوف يتزوجون بأكثر من زوجة" وهو حديث صحيح موجود في البخاري فعلا، ولكن وأنا متزوج بزوجة واحدة وما أظن أني سأتزوج أبدًا، وأظن هذه تحية عبر الأثير، ولكن المقصود بهذا، أن ليس الأمر معناه النزعة الشخصية، الفردية، وإلا فرسول الله تزوج زوجة واحدة فقط، ولكن الحكم الشرعي ينبني على مثل هذا. لذلك قلت: أن المسألة نسائية، الزوجة الأولى سبقت إلى المكان، فلا تريد أن تدخل غيرها، إنما لو أنها وجدت نفسها ستكون عانسًا فإنها تطلب أن تكون الزوجة الثانية والثالثة والرابعة. ولذلك في كل تعدد رباعي امرأة ترفض التعدد، وثلاثة يقبلون التعدد، يبقى حتى عند النساء ثلاثة أرباع النساء مع قضية التعدد، والربع فقط هو الذي ضدها. لذلك ليست المسألة مسألة رجل وامرأة، ليس الصراع بين رجال ونساء، وإنما هي كما قلت لكم قضية نسائية داخلية، هن يخترن.ويحدث أنه حتى في التعداد العادي، وليس بعد الحروب النساء أكثر من الرجال، أنا أسألكم سؤال؟ من الذي خلق الرجال؟ من الذي خلق النساء؟ من الذي قدر العدد؟ من اللي يعرف أن النساء سيكونون مثلا على سبيل المثال 3.5 مليار، والرجال 2.5 مليار، يبقى فيه عندي عجز مليار مثلا، لذلك يقدر الله عز وجل على هذا النحو.. ثم مع ذلك يأتي الإسلام ليقول من لم يعدل بين زوجاته جاء يوم القيامة وشقه ساقط، وفي رواية وشقه مائل، يعني واحد ماشي بنصفه والنصف الثاني واقع على الأرض يجره؛ لأنه لم يعدل بين زوجاته، لهذا نحن لابد أن نعلم أن الذين حاولوا أن يحاصروا التعدد أباحوا الزنا، أنا بودني في يوم من الأيام سمعت من وزير العدل في إحدى الدول، وزير العدل يقول إيه يعني لما نسمح للولد يدخل، ولا للزوج واحدة منكدة عليه نسمح له أن يذهب إلى بيت دعارة يفرج فيها عن نفسه ثم يعود إلى حياته مرة أخرى .. يا خبر .. وزير العدل يقول هذا الكلام، يقول: أن نبيح الزنا، ونحرم تعدد الزوجات، كما في تونس فجور الحكم يجعل الأمر فظيعًا، فالحكم القانوني عندهم أن تعدد الزوجات جريمة، قبض على واحد مرة بتهمة تعدد الزوجات، ومهدد بدخول السجن، فجاء المحامي وقال له: لا والله يا فندم دي ما مراته، ليست زوجته أبدا، إحنا ها نعمل الجريمة دي، ده راجل فاضل ومحترم ده التانية دي صديقته، داعرة وعاهرة، وهو بياخدها كده أيام وخلاص، فالقاضي قال خلاص فعلا يعني؟ طيب براءة .. هذه قضية حقيقية فالذي حدث أن المجتمعات لا أمريكا ولا كندا ولا أوروبا ولا أفريقيا ولا آسيا ولا شيء منع هذا، وإنما كل ما في الأمر أنه سموه، بدل أن يسموه شرعيًا سموه زنا، وأحلوا الزنا، وأباحوا الزنا ونشروا الزنا، وليست القضية كذلك أبدًا..لذلك يحتجون إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما وجد زوج ابنته سوف يتزوج على ابنته غضب، وقال: لا يمكن، من قال ذلك؟ الذي حدث أنه السيدة فاطمة متزوجة بعلي بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب بن عم الرسول، فكر أن يتزوج، ولكنه فكر أن يتزوج من بنت أبي جهل، فهل تتصورون أن بنت عدو الإسلام الأول مع بنت رسول الله في بيت واحد، دي تبقى حريقة، والدنيا تولع، فوقف النبي خطيبا وقال صراحة، قال: ألا أني لا أحل حراما، ولا أحرم حلالا، يعني هذا الكلام مني ليس تعديلا على الأحكام، ولكن لا والله لا تجتمع بنت رسول وبنت عدو الله تحت سقف واحد، فالمسألة مسألة ألا تضع جوه البيت، أنا أبويا، لا أنا أبويا، ما ينفعش. إذن ليس الذي حرم هو التعدد، وإنما الذي حرم أن التعدد قد جاء بضرر ليس من التعدد، وإنما من شخص الأسرة الذي سأدخله عندي في بيتي.. أسرتين عندي في الصعيد بينهم تار، ها تجوز واحدة من الأسرة دي والتانية من أسرة القاتل ومن أسرة القتيل وأجيبهم تحت عندي في البيت، ده يأخذوا التار من بعض .. إذن الإسلام حينما يدقق إنما يقول إنما تعدد الزوجات هو ضرورة، ضرورة؛ لأن المرأة فعلا وهذا معروف المرأة كل عصارة قلبها، واهتمامها متوجهة لأولادها، ولذلك لن أقول لكم عن أوقات الحيض، وأوقات النفاس، وأوقات النفاس أحيانا تطول، وأنتم تعرفون أنه هناك أحيانا بعض النساء فترة العذر الشهري تصل إلى 14 و 15 يوم عندها أحيانا، فيعاني الرجل فيها، والمجتمع فيه ما ترون، وإلى جانب أنه فترة النفاس، وقد تطول أكثر من شهرين وأكثر كمان، وحتى في حالة الرضاعة والولادة وأحيانا المرأة تيجي تسأل أنا لي سنتين أو ثلاثة وأربعة وخمسة مش عارفة أصوم رمضان، سنة بارضع، وسنة حامل، وسنة تعبانة فماذا أفعل؟ وحتى إذا انقضى ذلك تكون مهتمة بابنها لدرجة أنها ترى مصالح ابنها فيطيش عقلها، ولا تنتبه أنه هناك عليها أنواع أخرى، يحدث هذا، ولا نزال نقول أن الزواج بواحدة هو الأصل النفسي، لكن يحدث هذا فكيف أظلم الرجل ظلما متمكنا، لابد أن يشرع هذا للرجل وخصوصا أن المرأة خلقت متوفرة على رجل واحد، أما الرجل فإنه قد يحتاج نتيجة أن الذهن ممصوص زي المصاصة من شدة الاهتمام بكذا وكذا وكذا .. فالمسألة ليست فيها ظلما للرجل أو ظلما للمرأة، المسألة حوائج، والمسألة كما قلت لكم مقررة مجتمعيًا، المجتع كله، المجتمع البشري الإنساني العالمي يعلمها وإكرام المرأة يأتي في ديننا تحت شعار ما يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم .. والمرأة هي مقياس خيرتي، خيركم خيركم لنساءه، وأنا خيركم لنسائي .. لا يمكن أبدا أن نتصور في هذا عدوانًا، ولكن كل الذي نتصوره أنه رعاية لخلق نوازعه يعلمها خالقه، فيعلم الأمر ويعلم كيف تكون، وإلا لو أبيتم فارضوا عن انتشار الزنا وانتشار الاغتصاب، وانتشار الأبناء غير الشرعيين، وعن وعن .. ارضوا عن الفساد، إن ترضوا عنه فإن الله لا يرضى عن الفساد ولا عن الفسوق ولا عن العصيان.أيها الإخوة، أأنتم أعلم أم الله؟ الأحكم هو الله..ومع ذلك قبل أن أختم، يجوز للمرأة أن تشترط في عقد الزواج ألا يتزوج عليها غيرها، وفي هذه الحالة يحرم عليه التعدد، لكن معظم النساء لا يفعلن ذلك، ولن يفعلن؟ ليه؟ لأنهن لو فعلوا سيوقفن سوقهن، فالمرأة بنفسها وهي تعلم الحكم معظم النساء حتى ولو عملوا كده الرجل بيقولها لا ما فيش الكلام ده لن أقبل بهذا، وتمشي الزيجة، ليه؟ لأن المرأة نفسها تعرف أن اشتراطها هذا سيكون ضد مصلحتها ..
والحمد لله رب العالمين.. وإلى لقاء قادم إن شاء الله. والسلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق