ستار أكاديمي وواقع الأمة العربية

لقد وجدت برامج "تلفزيون الواقع " أرضاً خصبة في الفضاء العربي, وأثارت ضجة إعلامية كبيرة على الصعيدين الإعلامي والجماهيري, مُشكلة هاجساً تسعى وراءه الفضائيات العربية, دون أن يقيموا بالاً للآثار السيئة التي يمكن أن تتركه على أفراد المجتمع , إنها سابقة في تاريخ الإعلام الفضائي العربي الذي لم يكن قبل عشر سنوات بكل هذا الانفتاح في تقليده للبرامج العالمية, لاسيما برامج تجمع بين شباب من الجنسين.

فالعرب لا يضيعون فرصة لمواكبة التطور الإعلامي العالمي, فاقتبسوا برامج " التلفزيون الواقعي " وترجموا البرامج حرفياً سارقين الجمل بما حمل , ناهيك عن الإختلاط بين الشباب والفتيات .

لقد شكل برنامج ستار أكاديمي جدلاً كبيراً منذ ظهوره على شاشتنا العربية, وكان برنامج ستار أكاديمي أول برنامج واقعي ظهر على شاشة عربية قناة(LBC), هذا البرنامج الذي لاقي انتقادات في مجتمع أوروبا وصل لدرجة تدخل يوحنا بولس الثاني .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو, هل يحتاج العالم العربي إلى المزيد من المطربين؟ ما فائدة ها البرنامج الذي يؤدي إلى تسطيح وإفراغ عقول الشباب؟ هل نحن بحاجة إلى ما يخدش الحياء؟.

إن الشباب العربي يعاني من البطالة المقنعة, على الرغم من أنه متعلم إلا انه أمام معركة كبيرة, إنه يعيش واقعاً مؤلماً يخلو من أفق التغيير الإيجابي, فهو لا يجد العمل الذي كان يمني نفسه به, ويعاني من الفراغ المعنوي والعاطفي نتيجة الفراغ .

نحن بحاجة إلى ملئء هذا الفراغ الذي يعاني منه الشباب العربي بأشياء مفيدة, نحتاج إلى منتديات تحتوي الشباب,نحتاج إلى مشاريع تستنهض وتنظم طاقات الشباب ,نحتاج إلى من يتبنى المشاريع التي تقدمها العقول الشابة العربية التي لا تجد من يدعمها, نحتاج إلى توفير العمل للشباب, نحتاج إلى الرقي بالأمة العربية والإسلامية, لماذا علينا أن نأخذ الأشياء السلبية من العالم الغربي ومحاكاتها بالشكل والمضمون؟ هم رفضوا وبشدة هذا البرنامج التافه, فما بالك بأمة العرب أمة الحياء والحضارة والأخلاق والقيم النبيلة. أستنتصر الأمة على اليهود بالغناء والطرب؟ هل سيرفع الطرب من شأننا بين الأمم؟

ناهيك عن الكم الهائل من الأطفال والمراهقين المتابعين لهذا البرنامج التافه, حتماً سيتأثرون به وبالأفكار السلبية التي يحملها, وقد يحلموا أن يصبحوا نجوم ستار أكاديمي, فطبيعة هذا البرنامج (ستار أكاديمي) يستقطب فئة الشباب من مراهقين وأطفال, لأن الشباب ذكوراً وإناثاً يريد كل ما هو جديد بغض النظر عن سلبياته وإيجابياته خاصة في ظل انتشار التكنولوجيا والتطور الملحوظ الذي شهدته الأقمار الصناعية والإنترنت فنحن الآن في عصر الفضاء والسموات المفتوحة .

والجدير بالذكر أن هناك ثمة علاقة بين البرامج الواقعية وبين الرسائل النصية القصيرة(sms) , باعتبارها الوسيلة الوحيدة للاتصال بالمشتركين, فمن خلالها يصوت الجمهور لنجوم ستار أكاديمي .

فالقنوات التي اشترت حقوق بث هذه البرامج المقلدة لا يهمها سوى الكسب المادي لان هذه البرامج تدر عليها المال, لأن الإعلانات التجارية لم تعد تكفيهم .

يعتبر دخول برنامج ستار أكاديمي إلى عالمنا غزواً فكرياً ومادياً, غزو فكري لما فيه من مضامين لا تتناسب مع مجتمعنا وعاداته وتقاليده ففيه ما يخدش الحياء ,غزواً مادياً عن طريقة سرقة جيوب المشاهدين من خلال التصويت عبر الرسائل النصية القصيرة (sms) وفي النهاية يتكبد المشاهد المسكين تكلفة فواتير النقال ولا ضير أن تتقاسم الغنيمة مع شركات الاتصالات.

إذا نجاح أو فشل برنامج ستار أكاديمي ومثيلاتها يتوقف على المشاهد فهو المساهم الفعال في استمرار البرنامج أو عدمه, والملاحظ هو تراجع عدد المشاهدين, فكل نسخة جديدة تكون أسوء من التي سبقتها لدى شعر المشاهد بالملل .

نتمنى من القائمين على الفضائيات العربية من إعلاميين وغيرهم من المثقفين والتربويين, أن يعملوا على إيجاد البديل الهادف لبرنامج ستار أكاديمي وغيرها من برامج التلفزيون الواقع, فالمشاهد العربي عندما يود الجديد لا يريده أن يكون ترفيهياً مستنسخاً يعمل على تسطيح فكره, بل يريد إنتاجا يضيف لديه ويُساهم في إثراءه وإمداده بالعلم والثقافة والمعلومات القيمة, حتى يصبح عضواً فاعلاً في مجتمعه ورقيه, هنا نستطيع القول أننا نصافح رسالة الإعلام الهادف .

بقلم ملكة سبأ - اليمن -

شاركه على فيسبوك شاركه على تويتر شاركه على جوجل بلس

عن leadz