سدوم و عمورة ، قصة سيدنا لوط



قصة قوم لوط عليه السلام


هو سيدنا لوط بن هاران بن تارخ بن ناخور بن ساروغ بن ارغون بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قيتان بن ارفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام ، و هو ابن أخ سيدنا ابراهيم عليه السلام هاجر معه من مصر خوفا من فرعون فنزل سيدنا لوط عليه السلام في سدوم و أقام بها و مدائن لوط كانت خمس : سدوم ، و عمورية ، و صبعة و دوما و صعوة ،

صًورة لمناطق من البحر الميت

فبعثه الله نبيا، و كانوا أهل كفر بالله تعالى و ركوب فاحشة كما قال تعالى : ﴿ لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ﴿﴾أئنكم لتأتون الرجال و تقطعون السبيل و تأتون في ناديكم المنكر﴾ فكان قطعهم السبيل أنهم كانوا يأخذون المسافر اذا مر بهم و يعملون به ذلك العمل الخبيث و هو اللواطة ، و أما إتيانهم المنكر في ناديهم فقيل : كانوا يحذفون من مر عليهم و يسخرون منه ، و قيل : كان يأتي بعضهم بعضا في المجالس ، و كان لوط يدعوهم إلى عبادة الله ، و ينهاهم عن الأمور التي يكرهها الله منهم من قطع السبيل و ركوب الفواحش و إتيان الذكور فب الأدبار ، و يتوعدهم على إصرارهم و ترك التوبة بالعذاب الأليم ، فلا يزجرهم ذلك ، و لا يزيدهم وعظه إلا تماديا و استعجالا لعقاب الله إنكارا منهم لوعيده ، و يقولن له : ائتنا بعذاب الله ‘ن كنت من الصادقين حتى سأل لوط ربه النصرة عليهم فلما تطاول عليه أحرهم و تماديهم في غيهم .
فبعث الله – لما اراد هلاكهم و نصر رسوله – جبريل و ملكين أخرين معه أحدهما ميكائيل و الآخر إسرافيل فأقبلوا - فيما ذكر- مشاة في صورة رجال ،و أمرهم أن يبدأوا بإبراهيم و سارة و يبشروه بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب .
صورة أخرى لمناطق من البحر الميت


فلما نزلوا على ابراهيم و كان الضبف قد أبطأ عنه خمسة عشر يوما حتى شق ذلك عليه و كان يضيف من نزل به و قد وسع الله عليه الرزق –قرح بهم و رأى ضيفا لم ير مثلهم حسنا و جمالا ، فقال : لا يخدم هؤلاء القوم أحد إلا أنا بيدي ، فخرج إلى أهله فجاء بعجل سمين قد حنذه أي أنضجه ، فقربة إليهم ، فأمسكوا أيديهم عنه ﴿فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم و أوجس منهم خيفة قالوا : ﴿لا تخف إنا أرسلنا أرسلنا إلى قوم لوط و أمرأته ﴾ سارة ﴿ قائمة فضحكت﴾ لما عرفت من أمر الله و لما تعلم من قوم لوط ﴿ فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب ﴾ ف ﴿ قالت ﴾ و صكت وجهها ﴿ ويلتى األد و أنا عجوز ﴾ إلى قوله تعالى ﴿ حميد مجيد ﴾ ، و كانت ابنة تسعين سنة و ابراهيم ابن مائة و عشرين.


فلما ذهب عن ابراهيم الروع و جاءته البشرى ذهب يجادل جبريل في قوم لوط فقال له : أرأيت إن كان فيهم خمسون من المسلمين ؟ قالوا : و إن كان فيهم خمسون من المسلمين لم يعذبهم .قال : و أربعون ؟ قالوا : و أربعون .قال : و ثلاثون حتى بلغ عشرة.قالوا : و إن كان فيهم عشرة.قال : ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير.ثم قال : ﴿إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه و أهله إلا امرأته كانت من الغابرين ﴾.
ثم مضت الملائكة نحو سدوم قرية لوط فلما انتهوا إليها لقوا لوطا في أرض له يعمل فيها – فأتوه فقالوا : أنا مضيفوك الليلة ، فانطلق بهم فلما مشى ساعة التفت اليهم فقال لهم : أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية ؟ و الله ما أعلم على ظهر الأرض إنسانا أخبث منهم حتى قال ذلك أربع مرات.
و قيل : بل لقوا ابنته فقالوا : يا جارية ، هل من منزل ؟ قالت : نعم مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم - خافت عليهم من قومها ، فأتت أباها فقالت : يا أبتاه أدرك فتيانا على باب المدينة ما رايت أصبح وجوها منهم لءلا يأخذهم قومك قيفضحوهم ، و كان قةمه قد نهوه ان يضيق رجلا ، فجاء يهم فلم يعلم إلا بيت لوط ، فخرجت امرأته فأخبرت قومها و قالت لهم : قد نزل بنا قوم ما رأيت أحسن وجوها منهم و لا أطيب رائحة ، فجاءه قومه يهرعون اليه ، فقال : يا قوم ! اتقوا الله و لا تخزوني في ضيفي أليس منكم رجل رشيد ؟ فنهاهم و رغبهم.
و قال : هؤلاء بناتي هن اطهر لكم مما تريدون .قالوا : لقد علمت ما لنا في بناتك من حق، و إنك لتعلم ما نريد أو لم ننهك عن العالمين ؟ فلما لم يقبلوا منه قال : لو أن لي بكم قوة أو آوي الى ركن شديد – يعني لو أن لي أنصارا أو عشيرة يمنعوني منكم .فلما قال ذلك وجد عليه الرسل فقالوا : إن ركنك لشديد و لم يبعث الله نبيا الا في ثروة من قومه و منعة من عشيرته ،و أغلق لوط الباب فعالجوه ، ففقأ أعينهم و خرجوا يدوس بعضهم بعضا عميانا يقولون : النجاة النجاة فإن في بيت لوط أسحر قوم في الأرض ، و قالوا للوط :﴿ إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فاسر بأهلك بقطع من الليل و اتبع أدبارهم و لا يلتفت منكم أحد و امضوا حيث تؤمرون﴾.
فاخرجم الله الى الشام و قال لوط : أهلكوهم الساعة .فقالوا : لن نؤمر إلا بالصبح أليس الصبح بقريب ؟




فلما كان الصبح أدخل جبريل جناحه في أرضهم و قراهم الخمس فرفعها حتى سنع أهل السماء صياح ديكتهم و نباح كلابهم ، ثم قلبها فجعل عاليها ساقلها ، و امطر عليهم حجارة من سجيل ، فأهلكت من لم يكن بالقرى ، و سمعن امرأة لوط الهدة فقالت : وا قوماه ! فأدركها حجر فقتلها ، و نجى الله لوطا و أهله إلا امرأته و ذكر أنه كان فيها أربعمائة ألف ، و كان ابراهيم عليه السلام بتشرف عليها و يقول سدوم بوما هالك .






شاركه على جوجل بلس

عن leadz

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق