قال تعالى :
" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فلنحييّنه حياة طيّبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " –
النحل 97 -الحياة الطيبة ،
اين تكون أهي في الدنيا أم الآخرة ؟
هل الحياة الطيبة
هي السعادة ؟ يقول ابن عباس نعم ، فالقرآن يعطي للسعادة أولوية كبرى ، فيجعلها
جائزة ، مكافأة لمن يمشي و يلتزم على منهج الله تبارك و تعالى ، و أما الجزاء
فيحتمل أن يكون في الدارين الأولى و الآخرة ، و تشمل الحياة الطيبة كل الأوجه،
الرزق الحلال الطيب الوفير ، الراحة ، الرفاهية ، الذرية ، الصحة ...و غيرها مما
تطيب به نفس الإنسان و حياته ...
طيب قد يتساءل
البعض ، و ما سر الابتلاء اذي يصيب المؤمن ؟ و هل فعلا إذا أحب الله عبدا ابتلاه ؟ الجواب
: طبعا لا و ألف لا ، هذا موروث مضروب ينافي ما جاء في نص الآية و ما لا يوافق
القرآن لا يؤخذ به ، يقول تعالى :" و ما أصابك من حسنة فمن الله و ما أصابك
من سيئة فمن نفسك" ، فسبب الإبتلاء
الّذي يصيب المؤمن هو إما لذنب أذنبه و خاصة اتجاه الآخرين ، فيعود عليه
بالسلبية ، أو لسوء تقدير منه في بعض
الأمور،حتى المرض نفسه ، قد يكون سببه حالته النفسية
السيئة التي هي سبب كل الأمراض العضوية و ليس ابتلاءا من الله ، تعالى الله عما
يصفون ....
كلمتي لعلماء
الدين ، الذين أوهمونا بموروث مضروب أن
الله يشدد البلاء على المؤمن لأنه يحبه ! ! !أمور جعلتنا نمشي في الدنيا كالقطيع "خلاص ما دام إبتلاء فلنصبر على ما
أصابنا" حتى ترسخ هذا الفكر في داخلنا و تحول الى حقيقة ، فأصبحت حياتنا تسوء
يوم بعد يوم بسبب السلبية و تراكم المشاكل التي نحن سببها أصلا لما رضينا بواقع سلبي
اعتقادا منا انها مشيئة الله !و بمنطق الجذب " انت كما تفكر
يكون" ، فجذبنا كل ما هو سلبي لحياتنا
و بدرجة عالية !
هناك قاعدة تقول :" إن لم تكن سعيدا مستمتعا ،و إن لم
تكن في قمة الصحة و العافية ،و إن لم يكن الرزق يأتيك تام من كل اتجاه فاعلم أنك تأخذ الدين من مصدر خاطئ أو تطبقه
بطريقة خاطئة " كيف و من أين لك هذه
القاعدة ؟ بنص القرآن الذي يبين الغاية
التي وجد من أجلها الدين يقول تعالى
:" ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج و لكن يريد ليطهركم و ليتم نعمته عليكم
لعلكم تشكرون" و هنا تمام النعمة أعلى من كمال النعمة تخيل ...! !.......
فمن اليوم أنسف أي
اعتقاد خاطئ ، و اعلم أن أي مشكلة فهي من نفسك فلاتربطها -بالإبتلاء من الله
- تعالى عن ذلك سبحانه - فلنتبع
المنهج الإلهي الصحيح السليم ، لنخطط ، لندرس ، لنقيم ، ثم نتوكل على الله ، و نسعى لتحقيق كل أهدافنا بالطريقة الصح ، فنحيا
حياة طيبة مثلما وعدنا الله " فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" ....:)
0 التعليقات:
إرسال تعليق