فقد تساءلت مجلة تايم عن مدى قدرة أوباما على كسب قلوب وعقول المسلمين، مرجحة أن يقدم أوباما رؤية لمستقبل يقوم على احترام الاختلافات بين الحلفاء واعتناق العوامل المتشابهة.
ورأت أن رسالة أوباما في القاهرة ستكون في غاية الصعوبة عندما يتعلق الأمر بالسياسة، لا سيما أن العديد من تلك السياسات التي أثارت حفيظة العالم الإسلامي ما زالت على حالها، وأن أي تغيير سيطرأ سيأتي بطيئا.
وذكّرت المجلة بأن أوباما يصل إلى مصر وهو قائد أعلى لجيش ما زال في العراق وأفغانستان، وما زالت أعداد الضحايا المدنيين الذين يسقطون بفعل الضربات الجوية الأميركية في باكستان وأفغانستان تمثل مشكلة، في حين تزداد الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تدهورا.
"أهم تحد يواجه أوباما هو جسر الفجوات مع شريحة كبيرة من السكان تنظر إلى السياسة الخارجية الأميركية على أنها مكافأة لأنظمة تفتقر إلى الديمقراطية"وول ستريت جورنالومن جانبها قالت وول ستريت جورنال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيواجه جمهورا ساخرا وربما عدوانيا عندما يحاول أن يصلح الخلافات مع عالم يضم 1.4 مليار مسلم عبر خطابه في القاهرة رغم تاريخه الشخصي وما حظي به من استقبال حافل في أجزاء مختلفة من العالم.
ورأت أن أهم تحدّ يواجهه هو جسر الفجوات مع شريحة كبيرة من السكان تكن الاحترام لجذور أوباما المسلمة والقيم الأميركية مثل حرية التعبير وحكم القانون، لكنها تنظر إلى السياسة الخارجية الأميركية على أنها مكافأة لأنظمة تفتقر إلى الديمقراطية.
وهذه الشريحة المؤلفة من الشباب تعاني من البطالة إذ تبلغ نسبتها في المنطقة 25% مقارنة بالمعدل الدولي (14%) وفقا لصندوق النقد الدولي.
ومما يواجه أوباما أنه إما أن يختار السياسة التي تخلى عنها سلفه جورج بوش عندما تعهد بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول بدعم الديمقراطية في المنطقة لاستمالتها في حربه على أفغانستان والعراق، وإما أن ينأى بنفسه عنها ليُجابه بالنقد لفشله في صراحته.
والخطر الذي يحدق بزيارة أوباما أنه يفتقر إلى خطط محددة المعالم لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
مفتاح النجاح أما من وجهة نظر كريستيان ساينس مونيتور فإن مفتاح نجاح مهمة أوباما في القاهرة يكمن في تقديمه الشكر والامتنان لمن وصفتهم بالمعتدلين المسلمين الذين يقفون في وجه "المتشددين".
فقد قالت إن الشعور بالامتنان جزء من الممارسات الإسلامية سواء في الصلاة اليومية أو الصوم في رمضان أو حتى في التعبير العربي "جزاكم الله خيرا"، ومن شأن ذلك أن يمهد الطريق أمام أوباما للحوار مع الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة، لكسب احترام جديد للولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن ذلك يفتح الأبواب أمام واشنطن للشراكة من مسافات قريبة مع الدول ضد تنظيم القاعدة والجماعات الأخرى التي "تحاول توحيد المجتمع المسلم عبر الإرهاب"، معتبرة أن القاهرة هي المكان الأنسب لتوصيل هذه الرسالة.
وترى أن شروع أوباما في إبداء الامتنان للمسلمين "المعتدلين" يكون عبر سرد آخر مثال على ذلك ويتمثل في جهود باكستان في مكافحة "الإسلاميين الراديكاليين" والقضاء على طالبان باكستان في وادي سوات.
غيرسون يقول إن الخطاب الذي يخلو من حقوق المعارضة لن يجدي نفعا (رويترز-أرشيف)ماذا يقدم للمعارضة؟وفي صحيفة واشنطن بوست كتب مايكل غيرسون مقالا يقول فيه إن الرئيس أوباما يدخل منطقة تعتبر الاعتداء على المعارض أيمن نور في الشارع ثمنا طبيعيا للشجاعة السياسية.
وقال إن خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة يبعث بإشارة دبلوماسية هامة وهي: هل سيدعم أوباما تلك الشجاعة السياسية أم أنه سيقلل من شأنها؟
وفي الختام قال إن أي خطاب لأوباما في الخارج أمامه صنفان من الجمهور، أحدهما –في هذه الحالة- الحكومة المصرية التي يسعى إلى نيل تأييدها في العديد من القضايا بدءا من انتشار الأسلحة النووية وحتى السلام، وثانيهما المعارضون والإصلاحيون في مصر وغيرها.
وأي رئيس –يتابع الكاتب- لن يتحدث بجرأة عن الحقوق السياسية والديمقراطية للمعارضة والمنشقين، لن يكون لديه ما يجدي من القول.
المصدر:
الجزيرة
الصحافة الأميركية
0 التعليقات:
إرسال تعليق